منتديات السنة السلفية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


...........................
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القصة المأساوية لعلمين إسلاميين موجودين اليوم بكاتدرائية طليطلة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 35
تاريخ التسجيل : 18/02/2013

القصة المأساوية لعلمين إسلاميين موجودين اليوم بكاتدرائية طليطلة Empty
مُساهمةموضوع: القصة المأساوية لعلمين إسلاميين موجودين اليوم بكاتدرائية طليطلة   القصة المأساوية لعلمين إسلاميين موجودين اليوم بكاتدرائية طليطلة I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 19, 2013 6:00 pm

بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.



بالكاد يستطيع الزائر لكاتدرائية طليطلة اليوم أن يخفي دهشته العميقة من وجود علمين إسلاميين بقلب هذا الكيان النصراني. وتخالجه مجموعة من التساؤلات عن سبب وجود هذه الأعلام المكتوبة بالعربية و المليئة بعبارات التوحيد و التكبير و الشهادتين و يتساءل لماذا يحتفظ بها النصارى في أعظم كنيسة لهم في أوروبا و قد وضعوها في مكان بارز حتى لا تغفلها عين زائر.



الجواب عن هذه الإستفهامات يخفي و راءه مأساة نكسة إسلامية أمام الجيوش النصرانية بالبلاد الاندلسية, أصابت جيشا مسلما سنة 741 هجرية بمعركة تسمى طريف أو وادي سالادو. معركة فقد خلالها سلطان المغرب أبو الحسن المريني رحمه الله رحمة واسعة أولاده و زوجاته و انتهب معسكره.



فما علاقة الأعلام بهذه المعركة؟



فلنبدأ الحكاية من البداية و سنستنتج بإذن الله لمن تلك الأعلام و لماذا لازال النصارى يحتفظون بها إلى يوم الناس هذا في أقدس أمكنتهم.



1-معركة طريف



سنة 741 هجرية, و بعد أن كثرت تحرشات النصارى بمملكة غرناطة الإسلامية آخر معاقل المسلمين بالأندلس سارع الأمير أبو الحجاج ابن الأحمر إلى الاستنجاد بسلطان المغرب أبي الحسن المريني" الذي أرسل ابنه أبا مالك إلى الأندلس, فاخترق سهول الجزيرة الخضراء معلنا الجهاد, فاجتاح أراضي النصارى و حصل على غنائم لا تحصى, غير أن النصارى من قشتالة و أراجون و البرتغال كونوا أسطولا بحريا متحدا ليستقر بالمضيق, فيمنع الإمدادات عن جيوش المغرب, و سارت قوى النصارى المتحدة للقاء المسلمين, و بارك البابا هذه الحملة, فباغتوا أبا مالك عند عودته بالوادي الذي كان يقع بين حدود النصارى و أرض المسلمين, فكانت موقعة عظيمة قتل فيها أبومالك, و هزم جيشه هزيمة منكرة, و بلغ أبا الحسن المريني الخبر, فاحتسب عند الله ابنه و شرع في الجهاد من جديد على إثر هذه المعركة." (1)



و هذه أولى نكبات السلطان أبي الحسن المريني الذي لم يتراجع عن مد يد العون لإخوة العقيد و الدين فجنّد الأجناد و أرسل في الناس ليلبوا نداء الجهاد.



نعم "تجهّز السلطان أبو الحسن و استنفر معه أهل المغرب فتوافت أساطيل المغاربة بمرسى سبتة, تناهز المائة فأخرج الطاغية أسطوله إلى الزقاق (مضيق جبل طارق) ليمنع السلطان من الجواز إلى الأندلس, فوقعت معركة بحرية عظيمة أظفر الله المسلمين فيها بعدوهم و خالطوهم في أساطيلهم, و استلحموهم هبرا بالسيوف و طعنا بالرماح, و ألقوا أشلاءهم في اليم و قتلوا قائدهم, و استاقوا أساطيلهم إلى مرسى سبتة ثم بعد أن جلس السلطان للتهنئة و أنشدت الشعراء بين يديه, استأنف إجازة العساكر, فانتظمت الأساطيل سلسلة واحدة من العدوة إلى العدوة, و نزل السلطان بعساكره بساحة طريف و أناخ بها ووافاه سلطان الاندلس أبو الحجاج بعساكر الأندلس, و أحاطوا بطريف و أنزلوا بها أنواع القتل و نصبوا عليها الآلات.

غير أن الطاغية جهّز أسطولا آخر اعترض به المضيق لقطع المرافق و المؤن عن المعسكر, و طال ثواء المسلمين بمكانهم من حصار البلد, ففنيت أزودتهم و افتقدوا العلوفات فوهن الظفر, و اختلت أحوال العسكر, وحشد الطاغية أمم النصرانية و ظاهره البرتغاليون و بالرغم مما قيل من أن جيش المسلمين كان زهاء ستين ألفا فإن طول محاصرتهم للبلد و انقطاع المؤن عنهم من أول المحرم سنة 741ه و إلى أول شهر جمادى الأولى من نفس العام, ثم المكيدة التي دبّرها لهم أعداؤهم و عدم تلافيها كان وراء انكسار شوكتهم." (2)



و قد ذكر ابن خلدون في تاريخه تفاصيل هذه المكيدة التي تشبه إلى حد كبير مكيدة شارل مارتل للإطاحة بمعسكر المسلمين في معركة بلاط الشهداء أو بواتيي.

يقول ابن خلدون: "و لما قرب معسكرهم سرّب الطاغية إلى طريف جيشا من النصارى أكمنه بها, فدخلوه ليلا على حين غفلة من عسس المسلمين الذين أرصدوا لهم, غير أنهم أحسوا بهم آخر ليلتهم, فثاروا بهم من مراصدهم و أدركوا أعقابهم قبل دخول البلد, فقتلوا منهم عددا و لبّسوا على السلطان بأنه لم يدخل البلد سواهم حذرا من سطوته. و زحف الطاغية من الغد في جموعه, و عبّى السلطان مواكب المسلمين صفوفا, و تزاحفوا و لما نشب الحرب برز الجيش الكمين من البلد و خالفوهم إلى المعسكر, و عمدوا إلى فسطاط السلطان و دافعهم عنه الناشبة الذين أعدّوا لحراسته فاستلحموهم. ثم دافعهم النساء عن أنفسهن فقتلوهن و خلصوا إلى حظايا السلطان: عائشة بنت عمه أبي يحي بن يعقوب, و فاطمة بنت مولانا السلطان أبي يحي (الحفصي) ملك أفريقية, و غيرهما من حظاياه فقتلوهن و استلبوهن. و انتهبوا سائر الفساطيط و أضرموا المعسكر نارا و أحس المسلمون بما و راءهم في معسكرهم فاختلّ مصافهم و ارتدوا على أعقابهم بعد أن كان ابن السلطان صمم في طائفة من قومه و ذويه حتى خالطهم في صفوفهم, فأحاطوا به و تقبضوا عليه, وولى السلطان متحيزا إلى فئة المسلمين, و استشهد كثير من الغزاة...و لحق ابن الأحمر بغرناطة, وخلص السلطان إلى سبتة في ليله و محّص الله المسلمين و أجزل ثوابهم. و أرجأ لهم الكرّة على عدوّهم." (3)



و هذه ثاني النكبات التي لحقت بالسلطان أبي الحسن رحمه الله. و قد علّق المقري صاحب النفح على هذه المعركة : "فقضى الله الذي لا مرّد لما قدره أن صارت تلك الجموع مكسرة, و رجع السلطان أبو الحسن مغلولا و أضحى حسام الهزيمة عليه و على من معه مسلولا..و قتل جمع من أهل الإسلام و لمّة وافرة من الأعلام.. و اشرأب العدو الكافر لأخذ ما بقي من الجزيرة ذات الظل الوريف, و ثبت قدمه إذ ذاك في بلد طريف, و بالجملة فهذه الموقعة من الدواهي المعضلة الداء, و الأرزاء, التي تضعضع لها ركن الدين بالمغرب, و قرت بذلك عيون الأعداء" (4)



و خلال هذه المعركة استولى النصارى على لواءي الجيش المسلم و حملوهما فورا إلى كنيسة طليطلة العظمىتخليدا لهذه المعركة التي انتصر فيها الصليب على المسلمين.







2- علما السلطان أبي الحسن المريني بكاتدرائية طليطلة



أسهب مؤرخ الأندلس المعاصر الأستاذ المصري محمد عبد الله عنان رحمه الله في الحديث عن هذين العلمين و وصفهما و صفا مستفيضا و نقل ما كٌتب في تلك الأعلام من كلام طيب. فقال : "على أن أهم ما يثير طلعة الباحث بين ذخائر كنيسة طليطلة, هو علما السلطان أبي الحسن المريني, اللذان غنمهما الإسبان, في موقعة سالادو أو موقعة طريف, و هي الموقعة التي نشبت بين الإسبان, و بين الجيوش الأندلسية و المغربية المتحدة, بقيادة السلطان يوسف أبي الحجاج و السلطان أبي الحسن المريني الذي عبر إلى إسبانيا لنجدة المسلمين, و ذلك في 30 أكتوبر سنة 1340م (جمادى الأولى سنة 741ه) و هُزم فيها المسلمون هزيمة فادحة, و سقط معسكر السلطان أبي الحسن في يد النصارى, وكان من أسلابه هذان العلمان, اللذان مازالت تحتفظ بهما حتى اليوم إسبانيا النصرانية, عنوانا لظفرهما في ذلك اليوم المشهود.

و قد علق هذان العلمان الإسلاميان, على جدران قاعة الثياب المقدسة. و أولهما عبارة عن سجادة كبيرة مذهبة الجوانب, طولها 3.70 مترا و عرضها 2.20 مترا, ذات لون أصفر , و قد نقشت في شريطيها الأعلى و الأسفل بحروف بيضاء هذه العبارة: "النصر و التمكين و الفتح المبين, لمولانا أبو الحسن أمير المسلمين"

و نقش في باطنها , في عدد من الدوائر بلغت ستة عشر, العبارات الآتية بأحرف سوداء:" و ما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم" " الحمد لله على نعمته" " الملك الدائم" " العز القائم" " اليمن الدائم" " العز القائم".

وفي ذيلها أنها صنعت للسلطان في المدينة البيضاء في شهر جمادى الآخر عام أربعين و سبعمائة.

و ثانيهما عبارة عن سجادة أصغر حجما, يبلغ طولها 2.80 مترا و عرضها 2.20 مترا, و قد علقت إلى جانب الأولى, ذات لون أزرق, و نقوشها من النواحي الأربعة بيضاء, و فيها عدة أهلة و نجوم. و قد نقش في شريطها الأفقي الأعلى ما يأتي : "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".

و في الشريط العمودي الأيمن ما يأتي :" تؤمنون بالله و رسوله و تجاهدون في سبيل الله".

و في الشريط الأفقي الأدنى تكملة الآية :" بأموالكم و أنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون".

"و ما النصر إلا من عند الله" " و من يتوكل على الله فهو حسبه" "نصر من الله و فتح قريب" " و ما توفيقي إلا بالله".

و في الشريط العمودي الأيسر :"يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم".

و نقشت في الأهلة و عددها ستة عشر عبارة: "لا إله إلا الله", في ثمانية منها, و "محمد رسول الله" في الثمانية الأخرى, وعدد النجوم عشرون.

و في ذيل هذا العلم, أنه صنع لأمير المسلمين أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق, في قصبة فاس, في شهر المحرم سنة اثني عشر و سبعمائة, و السلطان المذكور هو أبو يوسف المنصور الجد الثاني للسلطان أبي الحسن."(5) انتهى كلام عبد الله عنان.
يتبع...............

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sunna.ahladalil.com
 
القصة المأساوية لعلمين إسلاميين موجودين اليوم بكاتدرائية طليطلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات السنة السلفية :: منتدى التاريخ الإسلامي-
انتقل الى: